لماذ لانستفيد من الوقت اقتداء با الرسول

يقول صلى الله عليه وسلم: " اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وحياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك."
ويقول الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني
ويقول اخرون : الوقت كالسيف .. ان لم تقطعه قطعك.

كلما انقضت ساعة من عمر المرء انقضى بعضه، وهو غافل لا يدري ولا يحسب له أي حساب، وهذه بالتحديد هي مشكله المسلم بالاخص في المجتمعات الشرقية ، فترى الوقت بلا قيمة ، مع انه القيمة بحد ذاتها، فترى المرأة مع الاسف الشديد تقف بالساعات مع جاراتها وعلى الهاتف، تتحدث عن هذه وتلك ، وبموضوعات لا يجنا من ورائها سوى الغيبة والنميمة ، ويكون الختام في مثل هذه الوقفات " اللهم اغفر لي ولها "، فلا تبقي صغيرة ولا كبيرة ، بل واحيانا بزيادة على الحقيقة ، ومن ثم بكل سهولة اللهم اغفر لي ولها .

ويجلس الرجال بالساعات في المقاهي يمضون الوقت حول طاولة خشبية لا معنى لها، فاما ان تختم هذه الحلقات الدراسية بفوز احدهم على الاخر والسّلام ختام ، او ان تنتهي على مشكلة لا اساس لها تقضي الى نقل احدهم الى المشفى ، وفي ابسط الحالات نزاع وخصام يدوم سنينا وسنين، وربما يمتد الى الابناء في كثير من الحالات.

فهل هذا هو الحرص على الوقت الذي علمنا اياه الله غز وجل ورسوله الكريم ؟؟ وااا أسفاه على يوسف ، بأي وجه سنلقى الله ورسوله ؟؟ ماذا سنقول للرسول النبي الامي ، الذي رفض ان يدعو على قريش ليحتفظ بدعوته لامته كشفاعة يوم القيامة، لمن؟؟ لنا نحن.. هل نستحق ذلك ؟؟ هل نستحق هذه التضحية.

يا ويلنا مما هدرنا من وقت ، لم نحسب أي حساب لتلك الساعات بل والايام التي قضيناها هنا وهناك ، ولم نحسب حساب سؤال الله لنا عن عمرنا فيما قضيناه، لنسأل انفسنا الان بماذا اقضت هذه السنين من عمرنا؟ ماذا فعلنا من خير يحسب لنا يوم القيامة وكم قدره؟؟ وكم وكم من الخطايا ارتكبناها لاننا لم نستغل وقتنا بالخير ؟؟

هل نتذكر استغلال الرسول عليه افضل الصلوات والتسليم في يوم غزوة احد، حين راحت قريش تختال بالنصر ، فخشي من عودتهم لانه ادرك عليه السلام انهم سيعودون ليقضوا على المسلمين وهم في حالة ضغف، فامر المسلمين ان يتحاملوا على انفسهم بالرغم من حاجتهم الشديدة للراحة، فطلب منهم ان يراقبوا الجيش العائد الى مكة، وان يشعلوا النار ليروهم انهم لازالوا بقوتهم ، وهكذا استطاع الرسول الكريم بحكمته وقدرته على استغلال الوقت ان يحمي المسلمون من خطر القضاء عليهم. فاين نحن من هذه القدوة ؟؟

وطبعا على هذا الركب سار الصحابة رضوان الله عليهم ، فابو بكر الصديق رضي الله عنه، وبعد وفاة الرسول صلى اللله عليه وسلم، قام يتوجيه جيش اسامة الى الشام والذي كان قد اعده الرسول علية الصلاة والسلام قبل موته، وفي نفس الوقت ، جهز جيش لمحاربة المرتدين ومفاجئتهم قبل فوات الاوان، فأين نحن من هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم ؟؟
وبعد .......
فاذا كان هذا هو حال رسولنا قدوتنا وهذه هي حياة صحابته وعلى الركب نفسه علماء المسلمين ، أفلا يتحتم علينا ان نتبع مافعلوا وما علمونا ، وقبل ان نندم على ما فات من عمرنا يوم لا ينفع الندم .

مشكوووووور وربي يعطيك ال عافية

يسلمو والله يعطيك العافية

يسلمــووو

يسلمو

ربنا اكرمنا بصوره لرسلونا الحبيب
بتعامله بطيبته بتسآمحه ..

تقبلي مروري ويسلمو ..

يسلمووو